[size=32] يمشي متوجه بهدوء استغرب لما شاف ساره واقفه بالممر!
نبه عليها ما تطلع من الغرفه وحدها
معقول صار شيء لامه
تقدم بخطوات سريعه ولفها لجهته بخفه !
خلال ثواني بهتت ملامحه ونطق باعتذار : اسف اختي مخربط !
وتركها وهو بدوامه سبحان للي خلق من الشبه اربعين !!
نفس الطول وحتى تشبه لها كثير !
ما انتبه على وليد وهو يؤشر له !
كان عقله مشوش !
تقدم منه وليد بسرعه وضربه على كتفه بخفه : عبود !
اضطر يقف وناظر وليد ما شافه : هلا !
وليد باستغراب : علامك ما عبرتني
اشرت لك
قاطعه عبدالله بذهن مشوش : ما انتبهت !
وليد بمرح : وش عرفك بذيك البنت !
وبغمزه : تراك خاطب !
وش رايك اخبر عنك !
ابتسم عبدالله : مخربط !
وانت وش عندك مرابط هنا مراقبه !
انت تعرفها ؟!
وليد هز راسه بالنفي : لا ما اعرفها !
بس الظاهر انها خريجه لاني اسمعها تتكلم بالجوال عن اوراق التخرج !
عبدالله وهو يصغر بعيونه : يا خوفي ترسم عليها ؟!
وليد بإحباط : متزوجه لابسه ذبله !
هز رايه عبدالله وابتسم : الله يوفقك
تأخرت على امي اشوفك بعدين !
تركه وتوجه للغرفه
ناظر امه بيدها السبحه وساره صاده لجهة الشباك وكأنها بعالم آخر : السلام عليكم !
حط الاغراض وجلس على الكرسي : كيفك الحين يمه !
ام راكان بهدوء : بخير !
صاده لجهة الشباك وهي تسمعه يتكلم
مسحت بخفه دمعه تسللت من عيونها الدامعه
اخذت نفس حتى ما تحسس احد بضيقها !
ما تحب احد يشوف دموعها !
إلتفتت له وهو يكلم ام راكان
اجبرت نفسها على الابتسام لما ناظرها !
تأمل الشبه بين ساره وبين البنت !
يحس الشبه كبير !
بس الفرق اعتناء البنت بنفسها وبمساحيق التجميل للي زادتها جمال !
يمكن ساره ملامحها فيها طفوله على عكسها انثى بمعنى الكلمه !
معقول خالتها ؟!
او من بنات خالها او خالاتها ؟!
معقول لها اخوال وخالات ؟!
طيب وينهم ؟!!!
توترت ساره من نظراته مسلط نظره عليها !
ام راكان بتنبيه : علامك اول مره تشوف ساره ؟!!!
عبدالله انتبه على نفسه وبضحكه مصطنعه : ايه اول مره اشوفها !
وبمزح : خلاص عجبتني يمه اخطبيها لي !
عفست ام راكان ملامحها من سوء اختيار ولدها !
عبدالله خاف امه ترمي كم كلمه وتجرح ساره تكلم يغير الموضوع : قلت لي تبغين تتخرجين !
ام راكان بنرفزه : و انا وش اقول من الصبح ؟!!!
طق كبدي هنا !
هز راسه : الحين اكمل اجراءات الخروج !
ام راكان بتذمر : خلصني بسرعه !
ابتسم : ان شاء الله !
طالع ساره : جهزي الاغراض ربع ساعه وراجع !
هزت راسها بطاعه ما قدرت تنطق حرف واحد
خافت اذا ردت تنفجر من البكاء ومن التعب !
**
**
**
ابو سعود رافع حاجب بانتقاد : اشوفك طول وقتك جالسه وما تدرسين ؟!
عائشه بخبث تبغى توصل لمربط الفرس : ليه اتعب نفسي بالدراسه وبالنهايه عريس الغفله رافض اكمل دراستي !
ابو سعود تنرفز : قلت لك الف مره ما عليك منه !
غصب عنه تدرسين مو بكيفه !
عائشه بهدوء متقن : بس انا اطيع زوجي وما ارفض له طلب !.
علشان كذا حتى الثانوي ما ابغى الشهاده !
يا زين الجلسه بالبيت !
ابو سعود بغضب : عائشه لا تجلطيني !
انا كلمت ابوه وقال رح تدرسين غصب عنه !
عائشه بحزم : دامني على ذمته ما رح اكسر كلمته !
واذا مهتم لمستقبلي ودراستي طلقني منه
قاطعه بعصبيه : هذا للي انت تبغينه !
لكن والله والله للي رفع السموات ما اطلقك منه !
وعمرك لا درستي ولا فهمتي !
خليك مثل الحماره جالسه بالبيت !
ناظرته وما عجبها رده : بابا ما يصير تشتمني !
الله يأخذ من حسناتك
قاطعها بغضب : الله يأخذك لزوجك ويريحني من لسانك الطويل !
كل شيء لازم تعلقين له !
تتكلمي وكأنك ملك منزل من السماء !
عائشه بدفاع : يا بابا كلنا نغلط بس انت احيانا اغلاطك كثيره كونك دكتور بكليه الدراسات الاسلاميه !
ابو سعود وقف وبدأ صبره ينفذ : يا صبر ايوب !
صدق المثل عمر ذيل الكلب ما انعدل !!!
وعمره لسانك الطول ما رح ينعدل
ترى على وضعك هذا ما رح تقدري تعيشين مع زوجك !
لانه مو كل الناس تتقبل اسلوبك هذا !
افهمي وحطيها بعقلك ترى كل الناس غلطها اكثر من صوابها !
ومستحيل تمشين الناس على كيفك !
فنصيحه لك اتركي الناس بحالها
واهتمي بنفسك فقط !
وربنا للي يحاسب الناس مو حضرتك!
هذي نصيحه لك بما انك طول وقتك
توزعين نصائح للناس !
وابتسم بسخريه قبل ما يطلع !
نهى واقفه اول الصاله وتتسمع
ضحكت بصوت عالي على شكل عائشه المنصدم من كلام ابوها !
عائشه بقهر : المشكله ما ادري كيف اخذ الدكتوراه !
لكن والله والله ما اتزوج هالمراهق للي مبسوط عليه !
رجع فتح ابو سعود الباب بعد ما سمع كلامها وابتسم يغيضها : المشكله مو
بالدكتوراه !
ا لمشكله بعقلك المصدي للي ما يعرف مصلحته !
جهزي نفسك اليوم ماجد جاي زياره لك !
وبتوعد : ويا ويلك اذا ما طلعت له !
***
***
***
***
نزلت ام راكان من السياره بمساعده عبدالله !
عبدالله : ساره نزلي الاغراض للي معك !
نزلت الاغراض بهدوء وناظرته بتردد : ابغى ترجعني للبيت !
ام راكان باعتراض وخوف : وين يوديك الحين ؟!
خلاص تعالي ادخلي عندنا وتغدي وارتاحي !
وبعدها يصير خير !
او اتصلي بعزام يوصلك !
ناظرت عبدالله يتحرك ويصمم يوصلها
بس اكتفى بالسكوت !
تكلمت بهدوء عكس داخلها : خلاص انا في بيت خلف !
عبدالله : تعالي عندنا وتغدي !
ساره بهدوء وهي تعطيهم ظهرها : مو مشتهيه !
تمشي بخطوات بطيئه عكس مشيتها المعتاده !
طرقت الباب بخفه ما كان فيه رد !
تذكرت انه ام عمار اكيد في بيت ابو راكان !
جلست على عتبه البيت بتعب وتحس حراره جسمها بارتفاع
وجسدها ينهار من التعب ليله البارحه كانت بارده
اثرت على جسدها !
تكورت على نفسها وانفاسها بدات تعلو وتهبط !
غمضت جفونها لعل النوم يأخذها لعالم الاحلام !
بدات الاحلام تتراقص امامها
ما زالت واقفه بين الواقع وبين عالم الاحلام
فز قلبها برعب من صوته الجهوري : ضاقت عليك الدنيا تجلسين على عتبة البيت !
ناظرته بعيون شبه مقفله مو مستوعبه هي اصلا وين ؟!
وش صاير !
الظاهر غفت لثواني معدودة !
خلف وهو عافس ملامحه : علامك مثل السكرانه !
حاولت تصحصح بصعوبه ابتعدت عن طريقه وهو يكلمها : اقول ادخلي اشوف
دخلت خلفه وتحس جبينها بدأ يعرق
رن جوالها تحس قوتها خارت مو قادره تطلعه من الشنطه !
خلف بضجر من رنين الجوال : ردي على الزفت ما تسمعين !
ضغطت على نفسها وطلعت الجوال
وقبل ما تشوف الاسم انخطف الجوال من يدها بقوه : واو جوال جديد ؟!
متى جابه ولد عمي «ّ
...»؟!
تراه بخيل ونحس في جوالات احدث واغلى من كذا !
وبتفكير وهو يحك ذقنه ويناظر الجوال: ومع ذلك ممتاز !
وخلال ثواني فتح الغطاء بعد ما اعطى مشغول
طلع الشريحه وكسرها تحت عيونها وبأمر : اذا حد سآلك عن الجوال قولي ما ادري عنه !
يا ويلك لو تقولين انه معي !
وكرتونة الجهاز اذبحك اذا اعطتيها لاحد فاهمه !
والحين روحي على غرفتك !
تركته وتوجهت للغرفه بدون نقاش
ما اهتمت لامر الجوال
ازدياد حالتها سوء ما سمحت لها تعترض او تجادل او تتكلم
تبغى السرير فقط ترمي عليه كل تعبها النفسي والجسدي
لعلها ترتاح !
ألقت نفسها على السرير غطت نفسها
وهي ترتجف من البرد
الظاهر اصابتها «البرديه »
غمضت عيونها وفكيها ترتجف من البرد
وامنيتها الوحيده تكون نومتها الاخيره
وتفارق الحياه وكل همومها
تبغى امها وابوها وام سعيد فقط لا غير !!
**
**
**
**
نهاية
البارت 14
[/size][size=32] ألقاكم قريبا بإذن الله في بارت جديد ....لا تنسوا ردودكم الحلوه ....دمتم بخير
[/size]